falkon مشرف المنتديات العامة
عدد المساهمات : 550 نقاط : 2953 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
| موضوع: أم السعد بالقراءات العشر علمت الرجال الأربعاء سبتمبر 30, 2009 11:25 am | |
|
أم السعدبالقراءات العشر علمت الرجال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإسكندرية - حسامتمام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد أن أتمت "أمالسعد" حفظ القرآن الكريم في الخامسة عشرة من عمرها، ذهبت إلى الشيخة "نفيسة بنتأبو العلا" "شيخة أهل زمانها" كما توصف، لتطلب منها تعلم القراءات العشر، فاشترطتعليها شرطًا عجيبًا وهو: ألا تتزوج أبدًا، فقد كانت ترفض بشدة تعليم البنات؛ لأنهنيتزوجن وينشغلن فيهملن القرآن الكريم. والأعجب من الشرط أن "أم السعد" قبلت شرطشيختها التي كانت معروفة بصرامتها وقسوتها على السيدات ككل اللواتي لا يصلحن –فيرأيها– لهذه المهمة الشريفة!.. ومما شجعها على ذلك أن "نفيسة" نفسها لم تتزوج رغمكثرة من طلبوها للزواج من الأكابر، وماتت وهي بكر في الثمانين، انقطاعًا للقرآنالكريم!. للتفرد رجال.. ونساء أيضًا!! تقول "أم السعد" بوجه يعلوه الرضا: "من فضل ربي أن كل من نال إجازة في القرآن في الإسكندرية بأيقراءة إما يكون قد حصل عليها مني مباشرة (مناولة) أو من أحد الذين منحتهم إجازة". وتؤكد اعتزازهابأنها السيدة الوحيدة –في حدود علمها– التي يسافر إليها القراء وحفظة القرآن من أجلالحصول على (إجازة) في القراءات العشرة. أكثر ما يسعدها أن مئات الإجازات التيمنحتها في القراءات العشرة يبدأ سندها (تسلسل الحفاظ) باسمها، ثم اسم شيختهاالمرحومة (نفيسة) ليمتد عبر مئات الحفاظ وعلماء القراءات بمن فيهم القراء العشر (عاصم، نافع أبو عمرو، حمزة، ابن كثير، الكسائي، ابن عامر، أبو جعفر، يعقوب، خلف) إلى أن ينتهي بالرسول المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-. انطفأ بصرها وتوهجت بصيرتها.. و"أم السعد محمدعلى نجم" الضريرة التي تجاوز عمرها 77 عامًا تُعَدّ أشهر امرأة في عالم قراءاتالقرآن الكريم، فهي السيدة الوحيدة التي تخصصت في القراءات العشر، وظلَّت طوال نصفقرن –وما زالت- تمنح إجازاتها في القراءات العشر. دخلت حارة الشمرلي بأحد أعرق أحياءالإسكندرية "بحري"، وما إن سألت عن "الشيخة" حتى تسابق الجميع ليدلني على شقتهاالمتواضعة، بحفاوة بالغة لأني أسأل عن الشخصية التي يتباركون بها ويقولون إنها "اسمعلى مسمى". أفواجصغيرة تدخل وتخرج ممن يحلمون بختم القرآن الكريم من مختلف الأعمار ومن الجنسين،أزياؤهم تدل على تباين طبقاتهم الاجتماعية، تبدأ دروس النساء والبنات من الثامنةصباحًا وتمتد إلى الثانية ظهرًا، ثم تبدأ دروس الرجال حتى الثامنة مساءً لا يقطعهاسوى أداء الصلوات وتناول وجبات خفيفة لتتمكن الشيخة من الاستمرار. العمى وخرافات الريف ورحلة التحدي نشأت "أم السعد" ابنة لأسرة فقيرة انحدرت من قرية البندارية إحدى قرى مدينة المنوفية (شمالالقاهرة).. داهم المرض عينيها ولم تتجاوز عامها الأول، ولم يكن لدى أهلها القدرة -وربما الوعي- لعلاجها لدى الأطباء فلجئوا إلى الكحل والزيوت وغيرها من وصفاتالعلاج الشعبي التي أودت –في النهاية– ببصرها مثلما حدث مع آلاف الأطفال آنذاك. وكعادة أهل الريفمع العميان نذرها أهلها لخدمة القرآن الكريم حتى حفظت القرآن الكريم في مدرسة (حسنصبح) بالإسكندرية في الخامسة عشرة. أتمت (أم السعد) المهمة الشريفة وحصلت منشيختها (نفيسة) على إجازات في القراءات العشر وهي في الثالثة والعشرين. وتقول الشيخة (أمالسعد): إنها حين أتمت حفظها للقرآن الكريم بقراءاته العشر كان عدد الحفاظ قليلاً،ولم يكن هناك مذياع أو تليفزيون، فكان الأهالي يستعينون بها مثل شيختها في قراءةالقرآن في المناسبات والاحتفالات الدينية.. وكان مقبولاً وقتها أن تقرأ امرأة القرآنالكريم وتجوِّده في حضور الرجال الذين كانوا –كما تروي- يمتدحون حُسن قراءتها وجمالتجويدها، غير أنها تشير إلى انقراض هذا التقليد الآن بعد انتشار القراءّ ودخولالإذاعة والتلفزيون والتسجيل في المنازل، وصار أقصى ما يمكن أن تقوم به القارئة أنتحيي حفلاً دينيًّا خاصًّا بالسيدات فقط، وهو ما يحدث نادرًا.. وترى أن السببالحقيقي في إحجام الناس عن الاستعانة بمقرئات من النساء هو الاعتقاد الذي شاع وترسخفي العقود الأخيرة بأن صوت المرأة عورة( صوت المرأة - فتوى)، لكنها لا تجدمشكلة في ذلك "فحفاظ القرآن الكريم الرجال كثيرون ووسائل الإعلام تكفلت بالأمر". برنامجها اليومي: قرآن في قرآن يتردد عليها لحفظالقرآن ونيل إجازات القراءات صنوف شتى من جميع الأعمار، والتخصصات، والمستوياتالاجتماعية والعلمية (كبار وصغار، رجال ونساء، مهندسون، وأطباء، ومدرسون، وأساتذةجامعات وطلاب في المدارس الثانوية والجامعات... إلخوهي تخصص لكل طالب وقتًا، لا يتجاوز ساعةفي اليوم يقرأ عليها الطالب ما يحفظه فتصحح له قراءته جزءاً جزءاً حتى يختم القرآنالكريم بإحدى القراءات، وكلما انتهى من قراءة منحته إجازة مكتوبة ومختومة بخاتمهاتؤكد فيها أن هذا الطالب (خادم القرآن) قرأ عليها القرآن كاملاً صحيحًا دقيقًا وفقالقراءة التي تمنحه إجازتها.. تقول: ستون عامًا من حفظ القرآن وقراءتهومراجعته جعلتني لا أنسى فيه شيئًا.. فأنا أتذكر كل آية وأعرف سورتها وجزءها وماتتشابه فيه مع غيرها، وكيفية قراءتها بكل القراءات.. أشعر أنني أحفظ القرآن كاسميتمامًا لا أتخيل أن أنسى منه حرفًا أو أخطئ فيه.. فأنا لا أعرف أي شيء آخر غيرالقرآن والقراءات.. لم أدرس علمًا أو أسمع درسًا أو أحفظ شيئًا غير القرآن الكريمومتونه في علوم القراءات والتجويد.. وغير ذلك لا أعرف شيئًا آخر". وفاء التلاميذ.. سألتها عن تلامذتهاوعلاقتهم بها فقالت: "أتذكر كل واحد منهم هناك من أعطيته إجازة بقراءة واحدة وهناك – وهم قليلون– من أخذوا إجازات بالقراءات العشر مختومة بختمي الخاص الذي أحتفظ بهمعي دائمًا، ولا أسلمه لأحد مهما كانت ثقتي فيه". وتضيف: "بعضهم انشغل ولم يَعُد يزرني؛ لكنمعظمهم يتصل بي أو يأتي لزيارتي والاطمئنان عليَّ بين الوقت والآخر" – وتذكر منهمبفخر عددًا من القراء والدعاة وحفظة القرآن الكريم، أحدهم نال المركز الثاني فيالمسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم التي تنظمها السعودية سنويًّا، وأشهرهمالقارئ الطبيب "أحمد نعينع" الذي قرأ عليها وأخذ عنها إجازة، وكذا عدد من أساتذةوشيوخ معهد القراءات بالإسكندرية والذين لا يعطون إجازة في حفظ القرآن إلا ويضعوناسمها في أول السند المتصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. زوجات الحفاظ يغرن من الشيخة!!! من أطرف ما روتهالشيخة (أم السعد) أن زوجات بعض الحفاظ أبدين غيرتهن منها وخوفهن من أن (تخطف) منهنأزواجهن، خاصة والرجال يتكلمون عن شيختهم بفخر واعتزاز، وهو ما دفع بأزواجهن إلىاصطحابهن للدروس للتأكد من أن هذا الخوف لا مبرر له فهي ضريرة وعجوز!! تقول: "وبعضالرجال تردد في البداية في القراءة عليَّ باعتباري (امرأة) وبعضهم امتنع، لكن الشيخمحمد إسماعيل (أشهر دعاة الدعوة السلفية بالإسكندرية) أفتى لهم بجواز ذلك عندما علمبسنيّ، بل أرسل إليّ بأهل بيته للقراءة عليّ". مراسم "يوم الختمة".. احتفال وهدايا أسعد أيام (أمالسعد) هو يوم (الختمة) الذي تمنح فيه الطالب الإجازة.. ورغم أنه مر عليها هذااليوم أكثر من ثلاثمائة مرة، فإنها تحتفظ بصورة لكل إجازة منها آخرها كانت لسيدة فيقراءة قالون عن نافع. وفي يوم (الختمة) تقام وليمة، أو حفل شاي وقهوة وحلويات.. ويقدم لها صاحبالختمة هدية: جلابية، خاتم، حلية ذهبية، كل حسب استطاعته، أما أجمل هدية فكانت رحلةحج وعمرة واستضافة سنة كاملة في الأراضي الحجازية قدمها لها بعض تلامذتها، وأجمل مافي هذه الهدية بعد الحج والعمرة: "أنها راجعت حفظ القرآن الكريم، ومنحت إجازات فيالقراءات المختلفة لعشرات الحفاظ من كل البلاد الإسلامية: السعودية، باكستان،السودان، فلسطين، لبنان، تشاد، أفغانستان.. وأحب إجازة منحتها لطالبة سعودية لمتتجاوز السابعة عشرة من عمرها..". المفاجأة: تزوجت ولتسامحني شيختي!! وقبل أن أغادرهاأبت أن تتركني إلا مذهولاً، فحين سألتها عن أقرب تلاميذها إليها فاجأتني بأنه "زوجها"!! الشيخ "محمد فريد نعمان" الذي كان قبل وفاته منذ خمس سنوات أشهر القراءفي إذاعة الإسكندرية وهو صاحب أول إجازة تمنحها (أم السعد)، وتقول عن قصة زواجها: "لم أستطع الوفاء بالوعد الذي قطعته لشيختي (نفيسة) بعدم الزواج.. كان يقرأ عليالقرآن بالقراءات.. ارتحت له.. كان مثلي ضريرًا وحفظ القرآن الكريم في سنّ مبكرة.. درَّست له خمس سنوات كاملة وحين أكمل القراءات العشر وأخذ إجازاتها طلب يدي للزواجفقبلت". واستمرزواجهما أربعين سنة كاملة لم تنجب فيها أولادًا.. وتعلق قائلة: "الحمد لله.. أشعربأن الله تعالى يختار لي الخير دائمًا.. ربما لو أنجبت لانشغلت بالأولاد عن القرآنوربما نسيته". منقولللفائدة
| |
|
أنغام الحب عضو هام
عدد المساهمات : 69 نقاط : 646 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: أم السعد بالقراءات العشر علمت الرجال الخميس ديسمبر 17, 2009 6:51 pm | |
| | |
|