غريب الدار المدير العام
عدد المساهمات : 1555 نقاط : 10212 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: عبد الله بن المبارك الأحد أغسطس 09, 2009 6:12 am | |
|
عبد الله بن المبارك بســم الله الـــرحمن الــرحيم
الــسلام عليكم ورحمة الله وبــركانه
عبد الله بن المبارك فأعادها عليهابن المبارك وقد حفظها ولم يخطئ في لفظ منها. وفي الثالثةوالعشرين من عمره رحل عبد الله إلى بلاد الإسلام الواسعة طلبًاللعلم، فسافر إلىالعراق والحجاز.. وغيرهما، والتقى بعدد كبير من علماء عصره فأخذ عنهم الحديثوالفقه، فالتقى بالإمام مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأبي حنيفة النعمان، وكان عبدالله كلما ازداد علمًا، ازداد خوفًا من الله وزهدًا فيالدنيا، وكان إذا قرأكتابًا من كتب الوعظ يذكره بالآخرة وبالجنة والنار، وبالوقوف بين يدي الله للحساب،بكى بكاء شديدًا، واقشعر جسمه، وارتعدت فرائصه، ولا يكاد يتكلم أحد معه. وكانعبد الله يكسب من تجارته مالا كثيرًا، وها هو ذا يعطينا درسًا بليغًا في السلوكالصحيح للمسلم، وذلك حين أتاه أحد أصدقائه واسمه (أبو علي) وهو يظن أن الزهدوالتجارة لا يجتمعان قائلاً لعبد الله: أنت تأمرنا بالزهد، ونراك تأتي بالبضائع منبلاد (خراسان) إلى (البلد الحرام) كيف ذا ؟! فقال له عبد الله بن المبارك: يا أباعلي، إنما أفعل ذا لأصون وجهي، وأُكْرِم عرضي، وأستعين به على طاعة ربي، لا أرى للهحقًّا إلا سارعت إليه حتى أقوم به، وكان عبد الله بن المبارك لا يبخل على أحدبماله، بل كان كريمًا سخيًّا، ينفق على الفقراء والمساكين في كل سنة مائة ألفدرهم. وكان ينفق على طلاب العلم بسخاء وجود، حتى عوتب في ذلك فقال: إني أعرفمكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث، فأحسنوا طلبه لحاجة الناسإليهم، احتاجوافإن تركناهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لاأعلم بعد النبوة أفضل من بثِّ العلم. وكان ابن المبارك يحبُّ مكة، ويكثر منالخروج إليها للحج والزيارة، وكان كلما خرج من مكة قال: بُغْضُ الحياةِ وخوْفُاللَّهِ أخرجنَـِـيوَبيعُ نَفْسي بما لَيسَتْ لَهُ ثمَنَـــــاإنــي وزنْتُالَّذي يبْقَـــي لِيعْدلَــهما ليس يبْقي فَلا واللَّهِ مـااتَّزَنَـــاوكان عبد الله بن المبارك يجاهد في سبيل الله بسيفه، حتى إن كثيرًاممن أتوا ليستمعوا إلى علمه، كانوا يذهبون إليه فيجدونه في الغزو، وكان يرى أنالجهاد فريضة يجب أن يؤديها المسلمون كما أداها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويروىعنه أنه أرسل إلى صاحبه الفضيل بن عيا ض يحثُّه على قتال الأعداء، ويدعوه إلى تركالبكاء عند البيت الحرام قائلاً له: يــا عابِدَ الحرَميْن لـوأبْصَــرْتَنالَــعلِمْتَ أنَّكَ في العبَادةِ تَلْعَبُمن كان يَخْضِبُخـدَّه بدُمُـــوعِهفنحوُرنـــا بدمائِنا تتخضَّبأوْ كــان يُتْعب خيلَهفــي باطلفخيولُنا يوم الصبيحــة تَتْعبُريح العبير لكـم، ونحنعبيرُنارَهَجُ السَّنَابك والغبارُ الأطيبُوأحبَّ عبد الله بن المباركأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حبًّا عظيمًا وكان لا يجيب أحدًا يسأله عنحديث منها وهو يمشي، ويقول للسائل: (ليس هذا من توقير العلم) وكان حفَّاظ الحديث فيالكوفة إذا اختلفوا حول حديث قالوا: مروا بنا إلى هذا الطبيب نسأله (يقصدون عبدالله بن المباركولقد اجتمع نفر من أصحابه يومًا وقالوا: تعالوا نعد خصال ابنالمبارك من أبواب الخير، فقالوا: جمع العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة،والشعر، والفصاحة والزهد، والورع، والإنصاف، وقيام الليل، والعبادة، والفروسية،والشجاعة، والشدة في بدنه، وترك الكلام في ما لا يعنيه.. حتى أجهدهمالعدُّ.ولقد قدر الناس عبد الله بن المبارك وزادت مهابته لديهم علىمهابةهارون الرشيد.. رُوي أن هارون الرشيد قدم ذات يوم إلى (الرقَّة) فوجدالناس يجرون خلف عبد الله بن المبارك لينظروا إليه، ويسلموا عليه، فنظرتزوجةهارون الرشيد من شباك قصرها، فلما رأت الناس قالت: ما هذا ؟! قالوا: عالممن خراسان قدم (الرقَّة) يقال له (عبد الله بن المبارك) فقالت: هذا والله الملك، لاملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بالشرطة والأعوان. وفي يوم من أيام شهر رمضانسنة 181هـ توفي عبد الله بن المبارك وهو راجع من الغزو، وكان عمره ثلاثة وستينعامًا، ويقال: إن الرشيد لما بلغه موت عبد الله، قال: مات اليوم سيدالعلماء. في مدينة (مرو) سنة 118هـ ولد (عبد الله بن المبارك) ونشأ بين العلماء نشأة صالحة، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم اللغة العربية، وحفظ أحاديث كثيرة من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرس الفقه، وأنعم الله عليه بذاكرة قوية منذ صغره، فقد كان سريع الحفظ، لا ينسى ما يحفظه أبدًا، يحكي أحد أقربائه واسمه (صخر بن المبارك) عن ذلك فيقول: كنا غلمانًا في الكتاب، فمررت أنا وابن المبارك ورجل يخطب، فأطال خطبته، فلما انتهى قال لي ابن المبارك: قد حفظتها، فسمعه رجل من القوم، فقال: هاتها، أسمعنا إن كنت حفظتها كما تدَّعي،
| |
|