[center]قصة مجادلة النمرود لإبراهيم عليه السلام
** جادل النمرود إبراهيم عليه السلام في ربه , وكان الله تعالى قد أعطى النمرود الملك , فقال لإبراهيم عليه السلام من ربك الذي تدعونا إليه: فقال إبراهيم عليه السلام : ربيَّ الذي يحيي ويميت- أي يخلق الحياة والموت في الأجساد- فقال النمرود :أنا أحيي وأميت- بالقتل والعفو عنه - ودعا برجلين فقتل أحدهما وترك الآخر ، فلما رآه غبياً قال إبراهيم عليه السلام له و منتقلا إلى حجة أوضح منها : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها أنت من المغرب, فعند ذلك فبهت النمرود و تحير ودهش لأنه لا يستطيع هذا الفعل الذي هو من اختصاص رب العالمين. تفسير الجلالين
قال تعالى :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{258}البقرة
×+×+×+×+×+×+×+×+×
قصة إبراهيم عليه السلام مع إحياء الموتى
** هي قصه إبراهيم عليه السلام عندما طلب من الله تعالى أن يريه كيفية إحياء الموتى , فقال الله تعالى له : أولم تؤمن بقدرتي على الإحياء ( سأله مع علمه بإيمانه بذلك ليجيبه بما أجاب فيعلم السامعون غرضه) فقال : بلى آمنت ولكن سألتك ليطمئن ويسكن قلبي بالمعاينة المضمومة إلى الاستدلال, فقال الله تعالى له : فخذ أربعة من الطير فصِرهن إليك و أملهن إليك وقطعهن واخلط لحمهن وريشهن ثم اجعل على كل جبل من جبال أرضك منهن جزءاً ثم ادعهن إليك يأتينك سعيا سريعا واعلم أن الله عزيز لا يعجزه شيء حكيم في صنعه , فأخذ طاووسا ونسرا وغرابا وديكا وفعل بهن ما ذكر وأمسك رؤوسهن عنده ودعاهن فتطايرت الأجزاء إلى بعضها حتى تكاملت ثم أقبلت إلى رؤوسها. تفسير الجلالين
قال تعالى :
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{260}البقرة
×+×+×+×+×+×+×+×+×
قصة إبراهيم عليه السلام مع الكواكب
** لما أظلم على إبراهيم عليه السلام الليل وغطَّاه , ناظر قومه ليثبت لهم أن دينهم باطل, وكانوا يعبدون النجوم . رأى إبراهيم عليه السلام كوكبًا, فقال - مستدرجا قومه لإلزامهم بالتوحيد -: هذا ربي, فلما غاب الكوكب قال: لا أحب الآلهة التي تغيب . فلما رأى إبراهيم القمر طالعًا قال لقومه -على سبيل استدراج الخصم - : هذا ربي, فلما غاب , قال - مفتقرا إلى هداية ربه - : لئن لم يوفقني ربي إلى الصواب في توحيده, لأكونن من القوم الضالين عن سواء السبيل بعبادة غير الله تعالى . فلما رأى الشمس طالعة قال لقومه : هذا ربي , هذا أكبر من الكوكب والقمر, فلما غابت, قال لقومه: إني بريء مما تشركون من عبادة الأوثان والنجوم والأصنام التي تعبدونها من دون الله تعالى. ني توجَّهت بوجهي في العبادة لله عز وجل وحده, فهو الذي خلق السموات والأرض, مائلا عن الشرك إلى التوحيد, وما أنا من المشركين مع الله غيره .
التفسير الميسر
قال تعالى :
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ
الْمُوقِنِينَ{75} فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ{76} فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ{77} فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ{78} إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{79} المائدة
×+×+×+×+×+×+×+×+×
قصة إلقاء إبراهيم عليه السلام في النار ونجاته منها
** عندما أصبح إبراهيم عليه السلام فتياً رشيداً , ووجد قومه وأبيه يعكفون على عبادة تماثيل يصنعها أبوه, فسألهم عن هذه التماثيل التي يعبدونها , فقالوا له هذه عبادة آباءنا ونحن نسير على عبادتهم لها , فقال لهم إن ما تفعلونه ضلال واضح , وقال لهم: الحق هو عبادة من خلق السماوات والأرض وخلقكم , ولكنهم لم يسمعوا لكلامه , وتوعدهم بكسر أصنامهم التي يعبدونها , فحطم إبراهيم الأصنام وجعلها قطعًا صغيرة, وترك كبيرها; كي يرجع القوم إليه ويسألوه، فيتبين عجزهم وضلالهم, وتقوم الحجة عليهم. ورجع القوم, ورأوا أصنامهم محطمة مهانة, فسأل بعضهم بعضًا: مَن فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لظالم في اجترائه على الآلهة المستحقة للتعظيم والتوقير. قال مَن سمع إبراهيم يحلف بأنه سيكيد أصنامهم: سمعنا فتى يقال له إبراهيم, يذكر الأصنام بسوء. قال رؤساؤهم: فَأْتوا بإبراهيم على مرأى من الناس; كي يشهدوا على اعترافه بما قال. وجيء بإبراهيم وسألوه منكرين: أأنت الذي كسَّرْتَ آلهتنا؟ فقال محتجًا عليهم معرِّضًا بغباوتهم: بل الذي كسَّرها هذا الصنم الكبير, فاسألوا آلهتكم المزعومة عن ذلك, إن كانت تتكلم أو تُحير جوابًا. فأُسقِط في أيديهم, وبدا لهم ضلالهم; كيف يعبدونها, وهي عاجزة عن أن تدفع عن نفسها شيئًا أو أن تجيب سائلها؟ وأقرُّوا على أنفسهم بالظلم والشرك. وسُرعان ما عاد إليهم عنادهم بعد إفحامهم, فانقلبوا إلى الباطل, واحتجُّوا على إبراهيم بما هو حجة له عليهم, فقالوا: كيف نسألها, وقد علمتَ أنها لا تنطق؟قال إبراهيم محقِّرًا لشأن الأصنام: كيف تعبدون أصنامًا لا تنفع إذا عُبدت, ولا تضرُّ إذا تُركت؟ قبحًا لكم ولآلهتكم التي تعبدونها من دون الله تعالى, أفلا تعقلون فتدركون سوء ما أنتم عليه؟لما بطلت حجتهم وظهر الحق عدلوا إلى استعمال سلطانهم, وقالوا: حَرِّقوا إبراهيم بالنار; غضبًا لآلهتكم إن كنتم ناصرين لها. فأشْعَلوا نارًا عظيمة وألقوه فيها. فانتصر الله لرسوله وقال للنار: كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم, فلم يَنَلْه فيها أذى, ولم يصبه مكروه. وأراد القوم بإبراهيم الهلاك فأبطل الله كيدهم, وجعلهم المغلوبين الأسفلين.
التفسير الميسر
قال تعالى :
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ{51} إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ{52} قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ{53} قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{54} قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ{55} قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{56} وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ{57} فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ{58} قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ{59} قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ{60} قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ{61} قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ{62} قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ{63} فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ{64} ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ{65} قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ{66} أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ{67} قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ{68} قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ{69}الأنبياء
×+×+×+×+×+×+×+×+×
قصة رؤيا إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه
** أراد قوم إبراهيم عليه السلام حرقه بالنار التي أوقدوها له بعد أن
كسر التماثيل التي يعبدونها ولكن الله تعالى أنقذه منها فخرج سالماً معافى من أي سوء , وقال إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي; فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي , وتزوج ودعا الله تعالى بأن يعطيه ولداً صالحاً ,فبشره الله تعالى بإسماعيل عليه السلام , فلما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ ومعروف أن رؤيا الأنبياء حق , فقال إسماعيل مُرْضيًا ربه, بارًّا بوالده, معينًا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به مِن ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرًا طائعًا محتسبًا. فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؛ ليذبحه, وحاول إبراهيم ذبح ابنه بالسكين ولكن السكين لم تذبح, فنادى الله تعالى إبراهيم في تلك الحالة العصيبة أن يا إبراهيم قد فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة. وكان هذا الأمر من الابتلاء الشديد من الله تعالى لإبراهيم عليه السلام والذي كشف عن صدق إيمان إبراهيم بالله تعالى, وفدى الله تعالى ذبح إسماعيل بكبش عظيم أنزله الله تعالى بديلاً عن إسماعيل عليه السلام, وأبقى لإبراهيم عليه السلام الثناءً الحسنً في الأمم بعده. تفسير الجلالين والتفسير الميسر
قال تعالى :
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ{99} رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ{100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ{101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ{102} فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103} وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ{106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{107} وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ{108} الصافات