ميسي يضفي مزيداً من الروعة على المونديال

صحيفة الجماهير- متابعات:


قدم ليونيل ميسي عرضا فنيا مليء بالمراوغة والإبداع ليثبت أنه حتى وإن لم يسجل أهدافا فانه قادر على قيادة منتخب الارجنتين في نهائيات كأس العالم لكرة القدم الجارية بجنوب افريقيا. واستهل منتخب الارجنتين مشواره في البطولة بالفوز على نيجيريا 1-صفر بفضل ضربة رأس من المدافع جابرييل هاينز.

ورغم محاولات المدرب دييجو مارادونا لخطف الأنظار بتحركه المستمر على خط الملعب فإن ميسي الزئبقي جعل من المستحيل ابتعاد الأضواء عن المجموعة الثانية التي تضم أيضا اليونان وكوريا الجنوبية.

ولو سجل ميسي هدفا من الفرص التي سنحت له لتمكن من تعزيز التقدم المبكر الذي جاء في الدقيقة السادسة ولاستطاع أيضا أن يطمئن مدربه القلق لكن ليس لكي يثبت شيئا ما لنفسه.

والفارق بين مستوى ميسي في نهائيات كأس العالم 2006 عندما لم يكن يلعب بشكل منتظم ومستواه الحالي من الصعب أن يكون أكبر مما هو عليه.

وكان ميسي جلس على مقاعد البدلاء لمشاهدة منتخب الارجنتين يودع نهائيات كأس العالم منذ أربع سنوات أمام مستضيفة البطولة المانيا التي لم تكن تصدق ان هذا اللاعب لن يواجهها.

لكن بعد مرور أربع سنوات ومع فوز ميسي بلقب أفضل لاعب في العالم فإن مهمته كانت إسعاد الجماهير الموجودة في استاد ايليس بارك بفضل مهارته الاستثنائية في الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة. ,وفي ثوان معدودة كان ميسي يخترق بالكرة ويرواغ مدافعي نيجيريا وكأنه يرقص ليصنع فرصة خطيرة في الشوط الأول.


ولم تمر عدة لحظات حتى اخترق هداف الدوري الاسباني من الناحية اليسرى ومرر كرة جميلة إلى زميله جونزالو هيجوين الذي أهدر الفرصة من مدى قريب.
ولولا براعة الحارس النيجيري فنسنت انياما لكان ميسي قد هز شباك المنتخب الافريقي في الشوط الأول إذ أنقذ الحارس كرتين احداهما من تسديدة شهيرة للاعب الارجنتين بقدمه اليسرى نحو الزاوية اليمنى للمرمى.

ومع ترك نيجيريا مساحات خالية في الشوط الثاني من اجل إدراك التعادل كانت الفرصة سانحة بشكل أكبر لميسي للاستحواذ على الكرة.

وتمكن ميسي مرتين بفضل سرعته وقوته في اجتياز المنافسين لكنه أهدر الأولى بعدما سدد بشكل غير دقيق فيما تصدى انياما للفرصة الثانية بعد انفراد للمهاجم الارجنتيني.

وبالنسبة لمارادونا فقد نجح المدرب في أول مباراة بكأس العالم بعد اعتماده على اللعب بثلاثة مهاجمين هم ميسي وكارلوس تيفيز وهيجوين.

وربما سيشعر المدرب ببعض الاحباط من الفشل في إضافة أهداف أخرى كما أنه يوجد الكثير مما يستدعي القلق في الجانب الأيمن الدفاعي بعدما تمكن تشينيدو اوباسي وباقي زملائه في المنتخب النيجيري من تصدير القلق لمارتن دميكليس وجوناس جوتيريس.

لكن المباراة أظهرت دلالات واضحة على أن بوسع ميسي السير على نهج مارادونا في قيادة الفريق لإحراز اللقب كما حدث عام 1986 ليس فقط بامتلاكه نفس الموهبة العالية لكن أيضا بصفاته الشخصية القوية. وعندما يبدأ ميسي في تسجيل الأهداف سيمثل منتخب الارجنتين خطورة فعلية.