غريب الدار المدير العام
عدد المساهمات : 1555 نقاط : 10212 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: قصيدة البردة لكعب بن زهير الثلاثاء مايو 18, 2010 3:29 am | |
| قصيدة البردة لكعب بن زهير وهذه الكلمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبـولُ * مُتَيَّـمٌ إثْرَهـا لـم يُفَـدْ مَكْبـولُ
وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُـولُ
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِـرَةً * لا يُشْتَكـى قِصَـرٌ مِنهـا ولا طُـولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كأنَّهُ مُنْهَـلٌ بالـرَّاحِ مَعْلُـولُ
شُجَّتْ بِذي شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمـولُ
تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِنْ صَوْبِ سارِيَةٍ بِيـضٌ يَعالِيـلُ
أكْرِمْ بِها خُلَّةً لوْ أنَّها صَدَقَتْ * مَوْعودَها أَو ْلَوَ أَنَِّ النُّصْـحَ مَقْبـولُ
لكِنَّها خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِـنْ دَمِهـا * فَجْـعٌ ووَلَـعٌ وإِخْـلافٌ وتَبْديـلُ
فما تَدومُ عَلَى حالٍ تكونُ بِها * كَمـا تَلَـوَّنُ فـي أثْوابِهـا الغُـولُ
ولا تَمَسَّكُ بالعَهْدِ الذي زَعَمْتْ * إلاَّ كَمـا يُمْسِـكُ المـاءَ الغَرابِيـلُ
فلا يَغُرَّنْكَ ما مَنَّتْ وما وَعَـدَتْ * إنَّ الأمانِـيَّ والأحْـلامَ تَضْليـلُ
كانَتْ مَواعيدُ عُرْقوبٍ لَهـا مَثَـلا * ومـا مَواعِيدُهـا إلاَّ الأباطيـلُ
أرْجو وآمُلُ أنْ تَدْنو مَوَدَّتُهـا * ومـا إِخـالُ لَدَيْنـا مِنْـكِ تَنْويـلُ
أمْسَتْ سُعادُ بِأرْضٍ لا يُبَلِّغُهـا * إلاَّ العِتـاقُ النَّجيبـاتُ المَراسِيـلُ
ولَـنْ يُبَلِّغَهـا إلاَّ غُذافِـرَةٌ * لهـا عَلَـى الأيْـنِ إرْقـالٌ وتَبْغيـلُ
مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ * عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ
تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَيْ مُفْـرَدٍ لَهِـقٍ * إذا تَوَقَّـدَتِ الحَـزَّازُ والمِيـلُ
ضَخْمٌ مُقَلَّدُها فَعْمٌ مُقَيَّدُها * في خَلْقِها عَـنْ بَنـاتِ الفَحْـلِ تَفْضيـلُ
غَلْباءُ وَجْناءُ عَلْكـومٌ مُذَكَّـرْةٌ * فـي دَفْهـا سَعَـةٌ قُدَّامَهـا مِيـلُ
وجِلْدُها مِنْ أُطومٍ لا يُؤَيِّسُـهُ * طَلْـحٌ بضاحِيَـةِ المَتْنَيْـنِ مَهْـزولُ
حَرْفٌ أخوها أبوها مِن مُهَجَّنَـةٍ * وعَمُّهـا خالُهـا قَـوْداءُ شْمِليـلُ
يَمْشي القُرادُ عَليْها ثُـمَّ يُزْلِقُـهُ * مِنْهـا لِبـانٌ وأقْـرابٌ زَهالِيـلُ
عَيْرانَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ * مِرْفَقُها عَنْ بَناتِ الزُّورِ مَفْتولُ
كأنَّما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحَها * مِنْ خَطْمِهـا ومِـن الَّلحْيَيْـنِ بِرْطيـلُ
تَمُرُّ مِثْلَ عَسيبِ النَّخْلِ ذا خُصَلٍ * في غارِزٍ لَـمْ تُخَوِّنْـهُ الأحاليـلُ
قَنْواءُ في حَرَّتَيْها لِلْبَصيرِ بِها * عَتَقٌ مُبينٌ وفـي الخَدَّيْـنِ تَسْهيـلُ
تُخْدِي عَلَى يَسَراتٍ وهي لاحِقَةٌ * ذَوابِـلٌ مَسُّهُـنَّ الأرضَ تَحْليـلُ
سُمْرُ العَجاياتِ يَتْرُكْنَ الحَصَى زِيماً * لم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكْمِ تَنْعيـلُ
كأنَّ أَوْبَ ذِراعَيْهـا إذا عَرِقَـتْ * وقـد تَلَفَّـعَ بالكـورِ العَساقيـلُ
يَوْماً يَظَلُّ به الحِرْباءُ مُصْطَخِداً * كأنَّ ضاحِيَـهُ بالشَّمْـسِ مَمْلـولُ
وقالَ لِلْقوْمِ حادِيهِمْ وقدْ جَعَلَتْ * وُرْقَ الجَنادِبِ يَرْكُضْنَ الحَصَى قِيلُوا
شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيْطَلٍ نَصِـفٍ * قامَـتْ فَجاوَبَهـا نُكْـدٌ مَثاكِيـلُ
نَوَّاحَةٌ رِخْوَةُ الضَّبْعَيْنِ لَيْسَ لَها * لَمَّا نَعَى بِكْرَها النَّاعـونَ مَعْقـولُ
تَفْرِي الُّلبانَ بِكَفَّيْهـا ومَدْرَعُهـا * مُشَقَّـقٌ عَـنْ تَراقيهـا رَعابيـلُ
تَسْعَى الوُشاةُ جَنابَيْها وقَوْلُهُمُ * إنَّك يا ابْـنَ أبـي سُلْمَـى لَمَقْتـولُ
وقالَ كُلُّ خَليـلٍ كُنْـتُ آمُلُـهُ * لا أُلْهِيَنَّـكَ إنِّـي عَنْـكَ مَشْغـولُ
فَقُلْتُ خَلُّوا سَبيلِي لاَ أبالَكُـمُ * فَكُـلُّ مـا قَـدَّرَ الرَّحْمـنُ مَفْعـولُ
كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإنْ طالَتْ سَلامَتُهُ * يَوْماً على آلَـةٍ حَدْبـاءَ مَحْمـولُ
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني * والعَفْـوُ عَنْـدَ رَسُـولِ اللهِ مَأْمُـولُ
وقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَـذِراً * والعُـذْرُ عِنْـدَ رَسُـولِ اللهِ مَقْبـولُ
مَهْلاً هَداكَ الذي أَعْطاكَ نافِلَةَ * الْقُـرْآنِ فيهـا مَواعيـظٌ وتَفُصيـلُ
لا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوالِ الوُشاةِ ولَمْ * أُذْنِبْ وقَـدْ كَثُـرَتْ فِـيَّ الأقاويـلُ
لَقَدْ أقْومُ مَقاماً لو يَقومُ بِـه * أرَى وأَسْمَـعُ مـا لـم يَسْمَـعِ الفيـلُ
لَظَلَّ يِرْعُدُ إلاَّ أنْ يكـونَ لَـهُ مِـنَ * الَّرسُـولِ بِـإِذْنِ اللهِ تَنْويـلُ
حَتَّى وَضَعْتُ يَميني لا أُنازِعُهُ * في كَفِّ ذِي نَغَمـاتٍ قِيلُـهُ القِيـلُ
لَذاكَ أَهْيَـبُ عِنْـدي إذْ أُكَلِّمُـهُ * وقيـلَ إنَّـكَ مَنْسـوبٌ ومَسْئُـولُ
مِنْ خادِرٍ مِنْ لُيوثِ الأُسْدِ مَسْكَنُهُ * مِنْ بَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَـهُ غيـلُ
يَغْدو فَيُلْحِمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما * لَحْمٌ مَنَ القَـوْمِ مَعْفـورٌ خَراديـلُ
إِذا يُساوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَـهُ * أنْ يَتْـرُكَ القِـرْنَ إلاَّ وهَـوَ مَغْلُـولُ
مِنْهُ تَظَلُّ سَباعُ الجَـوِّ ضامِـزَةً * ولا تَمَشَّـى بَوادِيـهِ الأراجِيـلُ
ولا يَزالُ بِواديهِ أخُـو ثِقَـةٍ * مُطَـرَّحَ البَـزِّ والدَّرْسـانِ مَأْكـولُ
إنَّ الرَّسُولَ لَسَيْفٌ يُسْتَضاءُ بِهِ * مُهَنَّـدٌ مِـنْ سُيـوفِ اللهِ مَسْلُـولُ
في فِتْيَةٍ مِنْ قُريْشٍ قالَ قائِلُهُمْ * بِبَطْـنِ مَكَّـةَ لَمَّـا أسْلَمُـوا زُولُـوا
زالُوا فمَا زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ * عِنْـدَ الِّلقـاءِ ولا مِيـلٌ مَعازيـلُ
شُمُّ العَرانِينِ أبْطالٌ لُبوسُهُمْ * مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فـي الهَيْجَـا سَرابيـلُ
بِيضٌ سَوَابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَـقٌ * كأنَّهـا حَلَـقُ القَفْعـاءِ مَجْـدولُ
يَمْشونَ مَشْيَ الجِمالِ الزُّهْرِ يَعْصِمُهُمْ * ضَرْبٌ إذا عَرَّدَ السُّودُ التَّنابِيلُ
لا يَفْرَحونَ إذا نَالتْ رِماحُهُمُ * قَوْمـاً ولَيْسـوا مَجازِيعـاً إذا نِيلُـوا
لا يَقَعُ الطَّعْنُ إلاَّ في نُحورِهِمُ * وما لَهُمْ عَنْ حِياضِ المـوتِ تَهْليـلُ
أحلى قلب دعوااااااتكم
| |
|