falkon مشرف المنتديات العامة
عدد المساهمات : 550 نقاط : 2953 تاريخ التسجيل : 08/08/2009
| موضوع: نزار قباني ماري الأحد مايو 09, 2010 10:00 pm | |
| ماري
كنـت ِ في أحسن حالاتكِ ياسيدتي-هذا المساء كان نهداكِ يذيعان بلاغ الثورة الأولى بتاريخ النساء ويقودان انقلاباً ضد كلّ الخلفاء كان في عينيكِ غيم اسود وبدايات شتاء ونبوءات جميع الأنبياء
لم تكوني امرأة عادية في ذلك الشتائي الذي يحكمها الكونياك والقهوة..والجنس..وإيقاع المزاريب وموسيقى المطر كنتِ جمراً. كنتِ فحما كنتِ شيئاً لا يسمى لم تكوني دمية محشوة بالقطن مثل الأخريات كنتِ وحشاً رائع الجلد جميلا لم تكونيِ نسمة من نسماتالصيف لكن كنتِ زلزالاً مهولا لم تكوني زهرة من ورقٍ بل حصاناًيمضغ الشرشف شوقاً وصهيلا
كان تشرين بلا عقلٍ وكان العشب متروكاً على فطرته الأولى وماري, تصنع الحب على فطرتها الأولى وكانت تتهجى جسدي حرفاً فحرفا دون أن تخطئ في تشكيل كل الكلمات ربما الكونياك قد ثقف ماري فهيتختار ارق المفردات ربما الكونياك قد علمها أن في إمكان نهديها احتلال كلالكائنات هذه الليلة, يا ماري, سأبقى صامتاً فالبراندي, هو سلطان اللغات
كنتِ في اخصب أيامك, يا ماري وكانت انهر الياقوت تجري بهدوءٍ والأزاهير تغطي كل أنحاء السرير لم تكوني امرأة مذعورة.. أو خائفة كنت سكينا بقلب العاصفة شربت سجادة الموكيت, يا سيدتي, نصف دمي وأنا اقتطف التوليب مبهوراً وأحسو المطر الوردي من أعلى الينابيعوأكوي بالبراندي شفة الجرح ولا احسب للنار حسابآه ... يا ماري التي تفتح لي أسوارها مثل كتاب لم يعد عندي ما أقرؤه فأنا آتٍ من الأرض الخرابآه ... يا ماري التي تلبس ليفي أول الليل قميصاً معجزهوأذا ما انتصف الليل قميصاً معجزهكيف صار الزغب الطالع من إبطيكِأسلاك حريرآه .. يا ماري التي تحفرني في بطنها العاري كجرح مستديريا التي ازرع في أحشائهاالسيف الأخيرأحرق الكونياك أعصابيوفي عينيكِ برقٌ..ورعود..ومطر وقلوع .. واحتمالات سفر لم أكن أدرك ما يجري تماماًغير أن الأرض كانت تحتنا تهتز والجدران, والأبواب, والأكواب واللوحاتوالأشجار, والأوراق في الريح تطير لم أكن اسمع ألا جرس القرية في الليلوألا وقع أقدام على الثلجوآلا صرخة الأنثى التي تشتعل النار بقلب الزمهرير آه .. يا ماري التي تشرح لي كل شيء .. مثل تلميذٍ صغير أنت منفاي النهائي .. ومينائي الأخير فاسحبيني من يدي قبل أن يبلعني البحر الكبير
| |
|