جدة .... عروس البحر الأحمر
إنها العروس . . . إنها البوابة
الكل يحبها ، و الكل في جمالها مفتون
إنها جدة .... و كفى
عروس البحر الأحمر ، و بوابة الحرمين الشريفين
---
اليوم جايب لكم صور من ماضي جدة الجميل
صور الحواري و الأزقة القديمة
صور من حارة الشام و من حارة المظلوم
لكن قبل ما نشوف الصور ، أحب أعطيكم نبذة عن المدينة الساحرة .... مدينة جدة
راح أعطيكم معلومات عن مسمى جدة ، و تاريخ جدة
مسمى جدة
أختلف أهل التاريخ في تسمية جدة إلى ثلاثة آراء
1- جماعة قالت إنها "جَدة" بالفتحة ، و نسبوا الإسم إلى جدتنا حواء عليها السلام ، بحكم إنها مدفونة في جدة.
2- و جماعة أخرى قالت إنها "جُدة" بالضمة ، و هو المضيق بين الجبلين ، أو الطريق إلى الماء والجبل.
3- أما أشهر الأسماء فهو "جِدة" بالكسرة ، نسبة إلى أحد أحفاد قضاعة وهو جدة بن جرم بن ريان بن حلوان بن علي بن إسحاق بن قضاعة ، والذي يقال أنه أول من سكن جدة
الخلاصة : إن الأسماء كلها متقاربة جدة ، وإن إسم هذه البقعة الجغرافية لم يلحقها أي تحوير أو تبديل على مدى 3000 عام هي عمر مدينة جدة
---
تاريخ جدة
انتهينا من الإسم ، و نأتي الآن إلى نشأة مدنية جدة ، و سأتحدث في نقاط سريعة عن أبرز المراحل المهمة التي مرت بها جدة
1-تدل النقوش التي وجدت في وادي بويب و بريمان إلى أن جماعة من "ثمود" هي أول من سكنت جدة ، و أن هذه النقوش تعود إلى القرن عاشر فبل الميلاد ، أي منذ 3000 سنة.
ومن ضمن النقوش التي وجدت نقض لثمودي إسمه "ساكت بن يعشن" يذكر فيه أن صاحبه "جمعات" مصاب بالحمى ، و يرجوا من الله الكمال والمودة والسلام.
2-في القرن الخامس قبل الميلاد ، أي منذ 2500 سنة قدمت قضاعة و سكنت جدة ، و كان أول من سكنها منهم إسمه "جدة".
3-في القرن الرابع قبل الميلاد زار الإسكندر المقدوني الأكبر مدينتي جدة و مكة ، مما يدل على أن ميناء جدة كان في وقتها من أكبر موانئ الجزيرة العربية.
4-في القرن السابع الميلادي ، الأول الهجري ، الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه يعين أول أمير على جدة ، و هو " الحارث بن نفيل بن الحارث بن عبد المطلب" ، و يدل هذا التعيين أنه مدينة جدة كبيرة بما يكفى ليكون لها أمير منفصل عن إمارة مكة المكرمة ، فقد كانت جدة منذ فجر الإسلام و حتى الآن تابعة إدراياً و سياسياً لمكة المكرمة.
5-الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينشئ أول مسجد في مدينة جدة ، وهو المسجد المعروف اليوم بمسجد الشافعي في وسط حارة المظلوم.
6-كبرى النقلات في حياة جدة حصلت عندما نقل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ميناء مكة المكرمة من الشعيبة إلى جدة ، وبذلك أصبحت جدة البوابة الرئيسية للحجاز ، و باتت تعرف ببوابة الحرمين الشريفين.
7-وصفت جدة في عام 322 هـ أنها "كثيرة التجارات و الأموال ، وليس في الحجاز بعد مكة أكثر مالا منها ، وقوام تجارتها الفرس"
8-واصلت جدة نموها و توسعها ، وأصبح لها وزنها الإقليمي كأهم ميناء على شاطئ البحر الأحمر ، إلا أن هذا التوسع تسبب لها في شيء من الدمار والخراب ، حيث هوجمت مرات عديدة من قبل الإسطول البرتغالي ، والذي كانوا سادة البحر في تلك الفترة.
9-في عام (915 هـ / 1509 م) أمر السلطان المملوكي قانصوه الغوري ببناء سور حول المدينة لحمايتها من هجمات الإسطول البرتغالي ، و كان له ما أراد ، فتم بناء السور والقلاع والحصون بمشاركة الأهالي ، و زود جدة بالمدافع والأسلحة لصد العدوان البرتغالي.
كان طول السور ما يقارب 2900 متر ، و إرتفاعه حوالي 10 أمتار ، و عرضه 3 أمتار ، و كان فيها عدة أبواب ، أهمهما باب مكة و باب المدينة و باب شريف ،
10-في فترة حج عام 948 هـ تعرضت جدة لأعنف هجوم برتغالي ، فترك أمير مكة الحج و أسرع مع المتطوعة إلى جدة ، ليشارك مع أهالي جدة القتال ضد البرتغاليين ، فقاتلوهم بكل ضراوة وشجاعة ، حتى أجبر الأسطول البرتغالي على الإنسحاب تاركاً خلفاً الذخائر والسلاح ، و كان هذا آخر هجوم برتغالي على جدة.
11-في عام 1343 هـ دخلت مكة وجدة تحت الحكم السعودي بقيادة جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ، و من بعدها بدأت جدة في عصر جديد من التقدم والرقي والحضارة.
12-بعد 23سنة (1366 هـ) و نتيجة للتقدم العمراني الكبير الذي حصل في العهد السعودي الزاهر تم هُدم سور جدة ، بعد أن ظل يحمي جدة وسكانها لمدة تزيد عن أربعة قرون و نصف القرن ، و ياليت لو بقي السور على حاله ، كما أحتفظت مدن كثير بأسوارها ، ولكن إذا فات الفوت ما ينفع الصوت.