كونتا المُشرف العام
عدد المساهمات : 179 نقاط : 1268 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: شىء من عبق الماضي الأربعاء ديسمبر 09, 2009 4:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة ولسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحبتي وأخواني أهل الرشد أهل المنتدى في هذه اللحظات اجلس مع نفسي وكم جلست معها أفكر وأتأمل الماضي البعيد ... أتذكر كيف كانت مكة والمسفلة حارتي أجمع الذكريات الجميلة أرى تلك الحياة البسيطة كبساطة سكان مكة أستلهم الذكريات بل أستل منها ذلك السر المجهول الذي كان يجمع بيننا في حب ووئام قبل أن تطفي علينا المادة وتحيرنا الأيام .. أرى البيوت التي تزينها الرواشين والنوافذ ( القلابة ) أرى ناسها الطيبين ومازالوا كذلك برغم كل شيء أراني وأنا أسير متوجهاً إلى الحرم لأجلس أمام معلمي الذي يحفظني القرآن الكريم ، أنزل من جبل الشراشف تارة من جبل عمر وتارة من الدحلة أمر بزقاق ( فاطمة عمر) وأراها جالسة أمام دكانها تبيع الخضروات فأشم رائحة ( خضارها) الشهية ,وأمضي إلى الحرم وأمر ببستان البخاري والخرزة وأدخل إلى زقاق ( السقيفة ) و (البازان ) و( السبعة الأبيار ) و ( المطبعة ) إلى السوق الصغير وأقف قليلاً أمام محل حلويات شهاب فيقول لي صاحب المحل ( باين إنك تبغى حلاوة لدو ) تعال خذ وأمضي إلى الحرم وأدخل الرواق ومن ثم إلى ( الحصوة ) فأرى الدوارق وقد غرست في تلك الحصوة بطريقة دائرية رائعة . هذه ذكريات كم تمنيت أن يعود جزءاً منها أتذكر مدرستي الإبتدائية والتي أول مابدأت أحبو إلى طريق العلم كانت هي حاضنتي نعم مدرستي دار السلام أو( سلامة الله ) وإني أتذكر مدرسيها وكأني أراهم الآن برغم مضي أكثر من ثلاثين سنة أرى الأستاذ إبراهيم ذلك الأب الحنون برغم شدته وأتذكر كلماته وهو يمازحني قائلاً ( لماذا لم يستأذن أهلك مني عندما سموك باسمي ويضحك ) كان شديداً وحنوناً في نفس الوقت يريد منا أن نصبح رجالاً نعتمد على أنفسنا بالعلم ولم نفهم شدته في ذلك الوقت ولكن عندما دخلنا إلى معترك الحياة ولسعتنا قساوتها أدركنا إن شدته كانت كشدة الأب الرحيم بأبنائه ليحصل منهم رجالاً على قدر المسئولية كما يقال ، لذلك أحببناه ومازلنا نكن له الحب والاحترام فجزاه الله عنا كل خير . أذكر عندما نُصرف من المدرسة نمر أول مانمر ونحن في طريقنا إلى بيوتنا بعم يحي ( بياع ) السوبية في القوارير فنشتهيها ونشتري إن بقي من مصروفنا شيئاً وإلا نظرنا إلى قواريره عن بعد إلى غدٍ نوفر من مصروفنا مانروي به ظمئنا من سوبيته الرائعة ونمضي . كانت بيوتنا بسيطة إن زادت عن ( الصنادق ) فهي غرف شعبية وحوش وماهو باب الدار مجرد (درفة ) نركزها بحجر من الداخل وإذا جاء الليل ننام ملء جفوننا يملأ نفوسنا الأمان لانخاف شيئاً لأن هناك ( العسة ) يحرس بيوتنا وحارتنا بعد حراسة الله نعم هناك ( العسة ) عيونه مفتوحة وبيده ( صفارته ) التي يطلقها بعد الفينة والفينة لينبه من تسول له نفسه بفعل أي شيء وكأنه يقول : ( انتبه أنا موجود ) نعم كنا ننام وهذه حالنا وأعجب كيف ذلك وحق لي العجب لأنني أرى الآن أبواب من حديد ومن دخل الأبواب أبواب ونحن رغم كل ذلك خائفون لا لشيء إلا لأننا فـقدنا الأمـان في أنفسنا بسبب أمور كثيرة تركناها وكانت جيدة . أريد أن أقف هنا لألتقط أنفاسي ومن ثم أواصل مسير الذكريات الجميلة فإلى لقاء ياأحبتي . تحياتي للجميع أبو ليلى كونتا | |
|
النغري المراقب العام
عدد المساهمات : 906 نقاط : 6416 تاريخ التسجيل : 13/08/2009
| موضوع: رد: شىء من عبق الماضي الخميس ديسمبر 10, 2009 4:18 am | |
| جزاك الله كل خير يعطيك الف عافيه/ تقبل مروري
| |
|